منتديات عالم الابداع
اهلا بك عزيزي الزائر بمنتديات عالم الابداع , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا لتحميل المرفقات ومشاهدة الروابط و المواضيع وتصبح أحد أفراد منتديات عالم الابداع . هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات عالم الابداع
اهلا بك عزيزي الزائر بمنتديات عالم الابداع , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا لتحميل المرفقات ومشاهدة الروابط و المواضيع وتصبح أحد أفراد منتديات عالم الابداع . هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات عالم الابداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  الطرق العلمية في تخريج الأحاديث النبوية

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
dandi




 الطرق العلمية في تخريج الأحاديث النبوية Get-6-2010-x24u3wfa انثى عدد المساهمات : 39
نقاط : 5135
تاريخ التسجيل : 19/02/2011

 الطرق العلمية في تخريج الأحاديث النبوية Empty
مُساهمةموضوع: الطرق العلمية في تخريج الأحاديث النبوية    الطرق العلمية في تخريج الأحاديث النبوية I_icon_minitimeالسبت 12 مارس 2011 - 12:37

الطرق العلمية في تخريج الأحاديث النبوية


التَّمْهِيدُ




الحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُه ونَسْتَهْدِيهِ، وَنَعُوذُ بِاللّهِ مِن شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَن يَهْدِهِ الله فَلَا مُضِلَّ لَهُ،
وَمَن يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُه وَرَسُولُهُ وَصَفِيُّهُ وَخَلِيلُهُ،
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، وَمَن اهْتَدَى بِهَدْيِهِ وَاسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ واقتَفَى أَثَرَهُ إِلَى يَوِمِ الدِّينِ.
ثُمَّ أَمَا بَعَد:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ، فَنَحْمَدُ الله عَزَّ وَجَلَّ أَنْ جَمَعَنَا وَإِيَّاكُم عَلَى مُدَارَسَةِ سُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعْرِفَةِ كَيْفَ نَصِلُ إِلَى هَذِهِ الكُنُوزِ العَظِيمَةِ والهَدْىِ المُبِينِ الَّذِي جَعَلَهُ الله عَزَّ وَجَلَّ في هَذِهِ الأُمَّةِ، حَيْثُ بَعَثَ إِلَيْهَا خَيْرَ الأَنْبِيَاءِ وَخَيْرَ الرُّسُلِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

وَقَد أُوتِيَ نَبِيُّنَا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِه وَسَلَّمَ جَوَامِعَ الكَلِمِ، فَكَان يَتَكَلَّمُ الكَلِمَةَ القَصِيرَةَ الَّتِي تَحْمِلُ مَعَانِيَ كَثِيرَةً، وَهَذَا مِن مُعْجِزَاتِهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا عَدَّهَا بَعْضُ أَهْل العِلْمِ، وَلَمَا كَانَ كَلَامُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَلِيلًا يَعُدُّهُ العَادُّ (1)، كَمَا ذَكَرَتْ ذَلِكَ عَائَشَةُ رَضِيَ الله عَنْهَا (2) حَفِظَ أَصْحَابُهُ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُم وَأَرْضَاهُم كَثِيرًا مِن كَلَامِهِ، بَل لَم يَفُتْهُم شَيْءٌ مِن كَلَامِهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَقَالَ بَعْضُ الصَّحَابَةِ: رُبَّمَا حَفِظَتُ مِن رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّيْءَ فأُنَسَّاهُ، فَإِذَا رَأَيْتُ ما يُذَكِّرُنِي بِهِ ذَكَرَتُهُ، كَمَا يَذْكُرُ أَحَدُكُم وَجْهَ صَاحِبِهِ إِذَا لَقِيَه بَعْدَ فِرَاق وبَعْدَ بُعْدٍ.

فَحَفِظَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السُّنَّةَ، وَجَزَاهُم الله عَنَّا خَيْرَ الجَزَاءِ، ثُمَّ جَاءَ مَنْ بَعْدَهُم فَتَنَافَسُوا عَلَى حَفْظِ سُنَّةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتَبْلِيغِهَا رَجَاءَ مَوعُودِ اللّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، لِهَذِهِ الأُمَّة لِمَن حَفِظَ السُّنَّةَ وَعَمِلَ بِهَا وَدَعَا إِلَيْهَا الَّذِي أَجْرَاهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ قال: «نَضَّرَ الله امرَءًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا، فَأَدَّاهَا إِلَى مَنْ لَم يَسْمَعْهَا، فَرُبَّ حَامِلِِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ، ورُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَن هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ» (3) وَلِهَذَا تَنَافُس العُلَمَاءُ، حَتَّى أَنَّ بَعْضَهُم ذَهَبَت مُهْجَتُهُ، أَي مَاتَ في طَلَبِ العِلْمِ، وَبَعْضُهُم تَعَرَّضَ لِلْمَوْتِ، كَمَا في القِصَّةِ المَشْهُورَةِ لِلْإِمَامِ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ (4) الإِمَامُ المَشْهُورُ، وقِصَّتُهُ ذَكَرَهَا ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ (5) في مُقَدِّمَةِ «الجَرْح والتَّعْدِيلِ» (6) أْثَناءَ طَلَبِهِم لِلْحَدِيثِ. وكَانَ الوَاحِدُ مِنْهُمْ يُبَالِغُ مُبَالَغَةٍ عَظِيمَةٌ في تَتَبُّعِ آثَارِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإِنْ كَانَ في الرَّمَقِ الأَخِيرِ مِن المَوْتِ.

عَلَى كُلٍّ لَسْتُ بِصَدَدِ الكَلَامِ عَلَى ذَلِكَ، لَكِنْ أَنَا بِصَدَدِ أَنْ أَقُولَ لَكُم: قَد جَاءَ دَوْرُكُمْ، جَاءَ دَوْرُكُمْ لِتُحَافِظُوا عَلَى سُنَّةِ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِتُبَلِّغُوهَا مَن لَم يَسْمَعْهَا، وَمَا أَكْثَرَ مَن لَم يَسْمَعْهَا، عَلَى كَثْرَةِ وَسَائِلِ المَعْرِفَةِ وَالعِلْمِ والاطِّلَاعِ! فَوَساَئلُِ العِلْمِ كَثِيرَةٌ جِدًّا، لَكِن الَّذِينَ يَدْرُونَ سُنَّةَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَعْلَمُونَ كَلَامَهُ قَلِيل، وَلَا يَكَادُ يَمُرُّ يَوْم أَو أَكْثَرُ إِلَّا وتَجِدُ أَهْلَ العِلْمِ يُسْأَلُونَ، وَأَنَا آخِرُ مَا سُئِلْتُ، عَلَى قِلَّةِ عِلْمِي، بَعْدَ صَلَاةِ المَغْرِبِ اليَوْمَ، وَجَدْتُ مَنْ يَتَّصِلُ بِي ويَسْأَلُنِي عَن حَدِيثٍ: هَل هُوَ مِن كَلَام النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَو مِن كَلَامِ عُمَرَ، وَأَيْنَ أَجِدُهُ؟

ها هُوَ دَوْرُكُمْ الآنَ أَنْ تَحْفَظُوا هَذِهِ السُّنَّةَ؛ إِمَّا حِفْظَ الصُّدُورِ وَإِمَّا حِفْظَ السُّطُورِ، أَنْ تَحْفَظُوهَا، بِأَن تَكُونَ عِنْدَكُم القُدْرَةُ ِأَنْ تَعْرِفُوا أَيْنَ يُوجَدُ كَلَامُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا دَرَجَتُهُ، وَمَا إِلَى ذَلِكَ.
وَهَذِهِ الدَّوْرَةُ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، هِيَ أَوَّلُ دَوْرَةٍ تُعْقَدُ بِهَذَا الشَّكْلِ وَالِاسْتِعْدَادِ، وَللّهِ الحَمْدُ، وَأَرْجُو أَن يَكُونَ استِعْدَادِي أَيْضًا طَيِّبًا لِأُفِيدَكُمْ، يَبْقَى اتِّكَالُنَا عَلَى الله عَزَّ وَجَلَّ، وَمِن ثَمَّ أَيْضًا اتِّكَالُكُم أَنْتُم عَلَى الله عَزَّ وَجَلَّ في تَحْصِيلِ العِلْمِ، فَإِنَّ طَالِبَ العِلْمِ إِذَا حَسُنَِ قَصْدُهُ في طَلَبِ العِلْمِ بُورِكَ لَه في عِلْمِهِ، أَمَّا إِذَا كَانَ قَصْدُهُ شَيْئًا مِن الدُّنْيَا؛ مِن مَدِيحَةٍ أَو شَهَادَةٍ أَو مَا إِلَى ذَلِكَ، أَو مَالٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ، فَإِنَّه لَا يَنْتَفِعُ بِذَلِكَ كَثِيرًا، بَل رُبَّمَا عَادَ عَلَيْهِ بالوَبَالِ.

فَأَنْتُم، يَا إِخْوَانِي، جَاء دَوْرُكُم في حِفْظِ السُّنَّةِ وتَبْلِيغِهَا وَالعَمَلِ بِهَا، فَإِيَّاكُم ثُمَّ إِيَّاكُم أَن تُؤْتَى سُنَّةَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن قِبَلِكُم، أَو أَن تُرَوِّجُوا حَدِيثًا لَم يَقُلْهُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّةً عَن طَرِيقِ رَسَائِلِ الجَوَّالِ الَّتِي يَكْثُرُ فِيهَا المَوْضُوعَاتُ والمَكْذُوبَاتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْتَبِهُوا إِلَى هَذَا، رَحِمَنِي الله وَإِيَّاكُم جَمِيعًا.
وفي بِدَايَةِ هَذِهِ الدَّوْرَةِ أُحِبُّ أَن أُنَبِّهَ إِلَى أَمْرٍ مُهِمّ جِدًّا؛ فالدَّوْرَةُ مُدَّتُهَا سِتَّةُ أَيَّامٍ وَعِلْمُ التَّخْرِيج، كَمَا سَيَأْتِي، عِلْمٌ مُسْتَقِلٌّ، وهُوَ مِن عُلُومِ الآلَةِ، ويُقْصَدُ بعُلُومِ الآلَةِ العُلُومُ الَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا طَالِبُ العِلْمِ آلَةً في التَّوَصُّلِ إِلَى ما هُوَ مَقْصِدٌ لَه ونَتِيجَةٌ نِهَائِيَّةٌ لَه، لِأَنَّ أَهْلَ العِلْمِ يَقْسِمُونَ العِلْمَ قِسْمَيْنِ: عُلُومِ آلَةٍ وعُلُومِ غَايَةٍ.

فعُلُومُ الآلَةِ، الَّتِي تُسَمَّى عُلُومَ الوَسَائِلِ، هِيَ العُلُومُ الَّتِي تُسْتَخْدَمُِ في التَّوَصُّلِ إِلَى غَيْرِهَا؛ مِثْلُ عِلْمِ اللُّغَةِ، وعِلْمِ أَصُولِ الفِقْهِ، وعِلْمِ أَصُولِ الحَدِيثِ، وعِلْمِ التَّخْرِيجِ، وعِلْمِ الرُّوَاةِ، وعِلْمِ الجَرْحِ والتَّعْدِيلِ، وعِلْمِ الصَّرْفِ، وعِلْمِ البَيَانِ، وكَثِيرٍ مِن العُلُومِ تُعْتَبِرُ عُلُومَ آلَةٍ.

أَمَّا عُلُومُ الغَايَةِ، وتُسَمَّى عُلُومَ المَقَاصِدِ، فَهِيَ ثَلَاثَةٌ: عِلْمُ التَّفْسِير، وَعِلْمُ الحَدِيثِ، وَعِلْمُ الفِقْهِ. هَذِهِ هِيَ عُلُومُ الغَايَاتِ والمَقَاصِدِ الكُبْرَى الَّتِي نَقْصِدُ أَن نَحْفَظَهَا وَنَعْمَلَ بِهَا، ونَتَعَلَّمَهَا ونَعْرِفَ كَيْفَ نَصِلُ إِلَيْهَا.
هَذَا، وَإِنْ كَانَ التَّخْرِيجُ عِلْمًا مِن عُلُومِ الوَسَائِلِ إِلَّا أَنَّه يَنْبَغِي عَلَيْنَا أَن نَعْرِفَ أَنَّ سِتَّةَ أَيَّامٍ لَا تَكْفِي لِتَصُوُّرِ جَمِيعِ جَوَانِبِ هَذَا العِلْمِ، وَلَكِنْ بِإِذْنِ الله تَعَالَى -وَأَنَا سَبَقَ لِي أَنْ القَيْتُ هَذِهِ الدَّوْرَةَ في أَكْثَرِ مِن مَكَانٍ- إِذَا أَنْتُم تَفَاعَلْتُم مَعِي وحَرَصْتُم عَلَى أَنْ تَنْتَظِرُوا الفَائِدَة تِلْوَ الفَائِدَةِ؛ لِأَنِّي لَا يُمْكِن أَنْ أُعْطِيَ الفَوَائِد كُلَّهَا اليَوْمَ، بَل لَا بُدَّ أَنْ تَبْقَوا مَعَنَا إِلَى آخِرِ يَوِمٍ حَتَّى تَجِدُوا الثَّمَرَةَ كَامِلَةً، وأن تُحْضِرُوا ما اسْتَطَعْتُم الكُتُبَ الَّتِي يُطْلَبُ مِنْكُم إِحْضَارُهَا، إِذَا فَعَلْتُم ذَلِكَ فَسَيَكُونُ بِاسْتِطَاعَتِكُم بَعْدَ نِهَايَةِ السِّتَّةِ الأَيَّامِِ أَنْ تُخَرِّجُوا أَيَّ حَدِيثٍ أُعْطِيكُم إِيَّاهُ خِلَالَ عَشْرِ دَقَائِقِ إِلَى رُبْعِ سَاعَةٍ، بِإِذْنِ الله تَعَالَى، فبَدَلًا مِمَّا كُنْتُم تُخْرِّجُونَهُ مِن المَصْدَرِ وبِصُعُوبَةٍ قَبْلَ الدَّوْرَةِ سَتُخَرِّجُونَهُ مِن عَشْرِ مَصَادِر بِأَقَلَّ تَقْدِيرٍ وَبِسُهُولَةٍ، ودُونَ أَن تَسْتَخْدِمُوا الحَاسِبَ الآلِيَّ الَّذِي سَأُشِيرُ إِلَى طَرِيقَةِ اسْتِعْمَالِهِ في آخِرِ يَوِمٍ مِن الدَّوْرَةِ، إِن شَاء الله تَعَالَى، إِن بَقِيَ وَقْتٌ عِنْدَنَا مُنَاسِبٌ لِلْكَلَامِ عَلَيْهِ.

فَالتَّخْرِيج نَحْتَاج مَعَهُ إِلَى وَقْتٍ طَوِيلٍ حَتَّى نُدْرِكَهُ إِدْرَاكًا كَامِلاً، لَكِنَّنَا سَنَأْخُذُ مُقْدِّمَاتٍ، وَمِن خِلَالِ هَذِهِ المُقَدِّمَاتِ سَنَدْخُلُ إِلَى هَذَا العِلْمِ، هَذِهِ المُقَدِّمَاتُ بَعْضُكُم يَمَلُّ مِنهَا ويَقُولُ: يَا شَيْخُ، بَعْضُهَا مَعْرُوفٌ عِنْدِي. نَقُولُ: نَعَم، مَعْرُوفٌ لَدَيْكَ، لَكِنْ ما لَم تَكُنْ مُلِمًّا بِهَذِهِ المَعَانِي، بَعْضُهَا مُهِمّ لِلْغَايَةِ؛ لَأَنَّه مِن المُمْكِنِ أَن تَصِلَ لِلْحَدِيثِ لَكِن لَا تَسْتَطِيعُ أَن تَكْتُبِهِ في بَحْثٍ وَلَا في وَرَقَةٍ، وَلَا أَنْ تُلْقِيَهُ عَلَى النَّاسِ القَاءً جَيِّدًا، فَبِإِذْن الله تَعَالَى سَتَرَوْنَ هَذِهِ المُقَدِّمَاتِ في نِهَايَةِ المَطَافِ؛ لِأَنَّهَا مُهِمّة جِدًّا وَلَا تَسْتَهِينُوا بِهَا إِطْلاَقًا.


(1) أخرجه البخاري في كتاب المناقب- باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم (3568)، ومسلم في كتاب الزهد- باب التثبت في الحديث (2493)، من حديث عائشة.

(2) عائشة بنت أبي بكر الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين، زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأشهر نسائه، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة بسنتين، وهي بنت سبع، وابتني بها بالمدينة وهي ابنة تسع، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أري عائشة في المنام في سرقة من حرير فقال: «إن يكن هذا من عند الله يمضه» فتزوجها بعد موت خديجة بثلاث سنين، ولم ينكح صلى الله عليه وسلم بكرًا غيرها، وتوفي عنها صلى الله عليه وسلم وهي بنت ثمان عشرة سنة وكان مكثها معه صلى الله عليه وسلم تسع سنين. قال الزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل. توفيت سنة ثمان وخمسين، ودفنت بالبقيع. انظر: الاستيعاب (2/108–110) أسد الغابة (3/383-385) الإصابة (8/16-20).
(3) أخرجه أبو داود في كتاب العلم- باب فضل نشر العلم (3660)، والترمذي في كتاب العلم- باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع (2656)، وصححه الألباني «صحيح الجامع» (6763).

(4) محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران، أبو حاتم الرازي، الإمام، الحافظ، الناقد، شيخ المحدثين. كان من بحور العلم، طوف البلاد، وبرع في المتن والإسناد، وجمع وصنف، وجرح وعدل، وصحح وعلل. مولده سنة خمس وتسعين ومائة. وهو من نظراء البخاري ومن طبقته. مات سنة سبع وسبعين ومائتين. انظر: سير أعلام النبلاء (13/248-263).

(5) عبد الرحمن بن محمد بن إدريس، أبو محمد، العلامة، ثقة حافظ. ولد سنة أربعين ومائتين، أو إحدى وأربعين. كان - رحمه الله - قد كساه الله نورًا وبهاءً يسر من نظر إليه. وكان بحرًا في العلوم ومعرفة الرجال، وصنف في الفقه، وفي اختلاف الصحابة والتابعين وعلماء الأمصار، وكان زاهدًا، يعد من الأبدال. توفي سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وله بضع وثمانون سنةً انظر: سير أعلام النبلاء (13/264-269).
(6) الجرح والتعديل (1/363-366).



00.23

22:02 - 03/10 معلومات عن العضو رد على الموضوع بإضافة نص هذه المشاركة أرسل رسالة خاصة لهذا العضو لفت انتباه المشرف الى هذه المشاركة









الطرق العلمية في تخريج الأحاديث النبوية -


التَّمْهِيدُ


الحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُه ونَسْتَهْدِيهِ، وَنَعُوذُ بِاللّهِ مِن شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَن يَهْدِهِ الله فَلَا مُضِلَّ لَهُ،
وَمَن يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُه وَرَسُولُهُ وَصَفِيُّهُ وَخَلِيلُهُ،
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، وَمَن اهْتَدَى بِهَدْيِهِ وَاسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ واقتَفَى أَثَرَهُ إِلَى يَوِمِ الدِّينِ.
ثُمَّ أَمَا بَعَد:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ، فَنَحْمَدُ الله عَزَّ وَجَلَّ أَنْ جَمَعَنَا وَإِيَّاكُم عَلَى مُدَارَسَةِ سُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعْرِفَةِ كَيْفَ نَصِلُ إِلَى هَذِهِ الكُنُوزِ العَظِيمَةِ والهَدْىِ المُبِينِ الَّذِي جَعَلَهُ الله عَزَّ وَجَلَّ في هَذِهِ الأُمَّةِ، حَيْثُ بَعَثَ إِلَيْهَا خَيْرَ الأَنْبِيَاءِ وَخَيْرَ الرُّسُلِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

وَقَد أُوتِيَ نَبِيُّنَا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِه وَسَلَّمَ جَوَامِعَ الكَلِمِ، فَكَان يَتَكَلَّمُ الكَلِمَةَ القَصِيرَةَ الَّتِي تَحْمِلُ مَعَانِيَ كَثِيرَةً، وَهَذَا مِن مُعْجِزَاتِهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا عَدَّهَا بَعْضُ أَهْل العِلْمِ، وَلَمَا كَانَ كَلَامُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَلِيلًا يَعُدُّهُ العَادُّ (1)، كَمَا ذَكَرَتْ ذَلِكَ عَائَشَةُ رَضِيَ الله عَنْهَا (2) حَفِظَ أَصْحَابُهُ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُم وَأَرْضَاهُم كَثِيرًا مِن كَلَامِهِ، بَل لَم يَفُتْهُم شَيْءٌ مِن كَلَامِهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَقَالَ بَعْضُ الصَّحَابَةِ: رُبَّمَا حَفِظَتُ مِن رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّيْءَ فأُنَسَّاهُ، فَإِذَا رَأَيْتُ ما يُذَكِّرُنِي بِهِ ذَكَرَتُهُ، كَمَا يَذْكُرُ أَحَدُكُم وَجْهَ صَاحِبِهِ إِذَا لَقِيَه بَعْدَ فِرَاق وبَعْدَ بُعْدٍ.

فَحَفِظَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السُّنَّةَ، وَجَزَاهُم الله عَنَّا خَيْرَ الجَزَاءِ، ثُمَّ جَاءَ مَنْ بَعْدَهُم فَتَنَافَسُوا عَلَى حَفْظِ سُنَّةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتَبْلِيغِهَا رَجَاءَ مَوعُودِ اللّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، لِهَذِهِ الأُمَّة لِمَن حَفِظَ السُّنَّةَ وَعَمِلَ بِهَا وَدَعَا إِلَيْهَا الَّذِي أَجْرَاهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ قال: «نَضَّرَ الله امرَءًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا، فَأَدَّاهَا إِلَى مَنْ لَم يَسْمَعْهَا، فَرُبَّ حَامِلِِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ، ورُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَن هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ» (3) وَلِهَذَا تَنَافُس العُلَمَاءُ، حَتَّى أَنَّ بَعْضَهُم ذَهَبَت مُهْجَتُهُ، أَي مَاتَ في طَلَبِ العِلْمِ، وَبَعْضُهُم تَعَرَّضَ لِلْمَوْتِ، كَمَا في القِصَّةِ المَشْهُورَةِ لِلْإِمَامِ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ (4) الإِمَامُ المَشْهُورُ، وقِصَّتُهُ ذَكَرَهَا ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ (5) في مُقَدِّمَةِ «الجَرْح والتَّعْدِيلِ» (6) أْثَناءَ طَلَبِهِم لِلْحَدِيثِ. وكَانَ الوَاحِدُ مِنْهُمْ يُبَالِغُ مُبَالَغَةٍ عَظِيمَةٌ في تَتَبُّعِ آثَارِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإِنْ كَانَ في الرَّمَقِ الأَخِيرِ مِن المَوْتِ.

عَلَى كُلٍّ لَسْتُ بِصَدَدِ الكَلَامِ عَلَى ذَلِكَ، لَكِنْ أَنَا بِصَدَدِ أَنْ أَقُولَ لَكُم: قَد جَاءَ دَوْرُكُمْ، جَاءَ دَوْرُكُمْ لِتُحَافِظُوا عَلَى سُنَّةِ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِتُبَلِّغُوهَا مَن لَم يَسْمَعْهَا، وَمَا أَكْثَرَ مَن لَم يَسْمَعْهَا، عَلَى كَثْرَةِ وَسَائِلِ المَعْرِفَةِ وَالعِلْمِ والاطِّلَاعِ! فَوَساَئلُِ العِلْمِ كَثِيرَةٌ جِدًّا، لَكِن الَّذِينَ يَدْرُونَ سُنَّةَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَعْلَمُونَ كَلَامَهُ قَلِيل، وَلَا يَكَادُ يَمُرُّ يَوْم أَو أَكْثَرُ إِلَّا وتَجِدُ أَهْلَ العِلْمِ يُسْأَلُونَ، وَأَنَا آخِرُ مَا سُئِلْتُ، عَلَى قِلَّةِ عِلْمِي، بَعْدَ صَلَاةِ المَغْرِبِ اليَوْمَ، وَجَدْتُ مَنْ يَتَّصِلُ بِي ويَسْأَلُنِي عَن حَدِيثٍ: هَل هُوَ مِن كَلَام النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَو مِن كَلَامِ عُمَرَ، وَأَيْنَ أَجِدُهُ؟

ها هُوَ دَوْرُكُمْ الآنَ أَنْ تَحْفَظُوا هَذِهِ السُّنَّةَ؛ إِمَّا حِفْظَ الصُّدُورِ وَإِمَّا حِفْظَ السُّطُورِ، أَنْ تَحْفَظُوهَا، بِأَن تَكُونَ عِنْدَكُم القُدْرَةُ ِأَنْ تَعْرِفُوا أَيْنَ يُوجَدُ كَلَامُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا دَرَجَتُهُ، وَمَا إِلَى ذَلِكَ.
وَهَذِهِ الدَّوْرَةُ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، هِيَ أَوَّلُ دَوْرَةٍ تُعْقَدُ بِهَذَا الشَّكْلِ وَالِاسْتِعْدَادِ، وَللّهِ الحَمْدُ، وَأَرْجُو أَن يَكُونَ استِعْدَادِي أَيْضًا طَيِّبًا لِأُفِيدَكُمْ، يَبْقَى اتِّكَالُنَا عَلَى الله عَزَّ وَجَلَّ، وَمِن ثَمَّ أَيْضًا اتِّكَالُكُم أَنْتُم عَلَى الله عَزَّ وَجَلَّ في تَحْصِيلِ العِلْمِ، فَإِنَّ طَالِبَ العِلْمِ إِذَا حَسُنَِ قَصْدُهُ في طَلَبِ العِلْمِ بُورِكَ لَه في عِلْمِهِ، أَمَّا إِذَا كَانَ قَصْدُهُ شَيْئًا مِن الدُّنْيَا؛ مِن مَدِيحَةٍ أَو شَهَادَةٍ أَو مَا إِلَى ذَلِكَ، أَو مَالٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ، فَإِنَّه لَا يَنْتَفِعُ بِذَلِكَ كَثِيرًا، بَل رُبَّمَا عَادَ عَلَيْهِ بالوَبَالِ.

فَأَنْتُم، يَا إِخْوَانِي، جَاء دَوْرُكُم في حِفْظِ السُّنَّةِ وتَبْلِيغِهَا وَالعَمَلِ بِهَا، فَإِيَّاكُم ثُمَّ إِيَّاكُم أَن تُؤْتَى سُنَّةَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن قِبَلِكُم، أَو أَن تُرَوِّجُوا حَدِيثًا لَم يَقُلْهُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّةً عَن طَرِيقِ رَسَائِلِ الجَوَّالِ الَّتِي يَكْثُرُ فِيهَا المَوْضُوعَاتُ والمَكْذُوبَاتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْتَبِهُوا إِلَى هَذَا، رَحِمَنِي الله وَإِيَّاكُم جَمِيعًا.
وفي بِدَايَةِ هَذِهِ الدَّوْرَةِ أُحِبُّ أَن أُنَبِّهَ إِلَى أَمْرٍ مُهِمّ جِدًّا؛ فالدَّوْرَةُ مُدَّتُهَا سِتَّةُ أَيَّامٍ وَعِلْمُ التَّخْرِيج، كَمَا سَيَأْتِي، عِلْمٌ مُسْتَقِلٌّ، وهُوَ مِن عُلُومِ الآلَةِ، ويُقْصَدُ بعُلُومِ الآلَةِ العُلُومُ الَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا طَالِبُ العِلْمِ آلَةً في التَّوَصُّلِ إِلَى ما هُوَ مَقْصِدٌ لَه ونَتِيجَةٌ نِهَائِيَّةٌ لَه، لِأَنَّ أَهْلَ العِلْمِ يَقْسِمُونَ العِلْمَ قِسْمَيْنِ: عُلُومِ آلَةٍ وعُلُومِ غَايَةٍ.

فعُلُومُ الآلَةِ، الَّتِي تُسَمَّى عُلُومَ الوَسَائِلِ، هِيَ العُلُومُ الَّتِي تُسْتَخْدَمُِ في التَّوَصُّلِ إِلَى غَيْرِهَا؛ مِثْلُ عِلْمِ اللُّغَةِ، وعِلْمِ أَصُولِ الفِقْهِ، وعِلْمِ أَصُولِ الحَدِيثِ، وعِلْمِ التَّخْرِيجِ، وعِلْمِ الرُّوَاةِ، وعِلْمِ الجَرْحِ والتَّعْدِيلِ، وعِلْمِ الصَّرْفِ، وعِلْمِ البَيَانِ، وكَثِيرٍ مِن العُلُومِ تُعْتَبِرُ عُلُومَ آلَةٍ.

أَمَّا عُلُومُ الغَايَةِ، وتُسَمَّى عُلُومَ المَقَاصِدِ، فَهِيَ ثَلَاثَةٌ: عِلْمُ التَّفْسِير، وَعِلْمُ الحَدِيثِ، وَعِلْمُ الفِقْهِ. هَذِهِ هِيَ عُلُومُ الغَايَاتِ والمَقَاصِدِ الكُبْرَى الَّتِي نَقْصِدُ أَن نَحْفَظَهَا وَنَعْمَلَ بِهَا، ونَتَعَلَّمَهَا ونَعْرِفَ كَيْفَ نَصِلُ إِلَيْهَا.
هَذَا، وَإِنْ كَانَ التَّخْرِيجُ عِلْمًا مِن عُلُومِ الوَسَائِلِ إِلَّا أَنَّه يَنْبَغِي عَلَيْنَا أَن نَعْرِفَ أَنَّ سِتَّةَ أَيَّامٍ لَا تَكْفِي لِتَصُوُّرِ جَمِيعِ جَوَانِبِ هَذَا العِلْمِ، وَلَكِنْ بِإِذْنِ الله تَعَالَى -وَأَنَا سَبَقَ لِي أَنْ القَيْتُ هَذِهِ الدَّوْرَةَ في أَكْثَرِ مِن مَكَانٍ- إِذَا أَنْتُم تَفَاعَلْتُم مَعِي وحَرَصْتُم عَلَى أَنْ تَنْتَظِرُوا الفَائِدَة تِلْوَ الفَائِدَةِ؛ لِأَنِّي لَا يُمْكِن أَنْ أُعْطِيَ الفَوَائِد كُلَّهَا اليَوْمَ، بَل لَا بُدَّ أَنْ تَبْقَوا مَعَنَا إِلَى آخِرِ يَوِمٍ حَتَّى تَجِدُوا الثَّمَرَةَ كَامِلَةً، وأن تُحْضِرُوا ما اسْتَطَعْتُم الكُتُبَ الَّتِي يُطْلَبُ مِنْكُم إِحْضَارُهَا، إِذَا فَعَلْتُم ذَلِكَ فَسَيَكُونُ بِاسْتِطَاعَتِكُم بَعْدَ نِهَايَةِ السِّتَّةِ الأَيَّامِِ أَنْ تُخَرِّجُوا أَيَّ حَدِيثٍ أُعْطِيكُم إِيَّاهُ خِلَالَ عَشْرِ دَقَائِقِ إِلَى رُبْعِ سَاعَةٍ، بِإِذْنِ الله تَعَالَى، فبَدَلًا مِمَّا كُنْتُم تُخْرِّجُونَهُ مِن المَصْدَرِ وبِصُعُوبَةٍ قَبْلَ الدَّوْرَةِ سَتُخَرِّجُونَهُ مِن عَشْرِ مَصَادِر بِأَقَلَّ تَقْدِيرٍ وَبِسُهُولَةٍ، ودُونَ أَن تَسْتَخْدِمُوا الحَاسِبَ الآلِيَّ الَّذِي سَأُشِيرُ إِلَى طَرِيقَةِ اسْتِعْمَالِهِ في آخِرِ يَوِمٍ مِن الدَّوْرَةِ، إِن شَاء الله تَعَالَى، إِن بَقِيَ وَقْتٌ عِنْدَنَا مُنَاسِبٌ لِلْكَلَامِ عَلَيْهِ.

فَالتَّخْرِيج نَحْتَاج مَعَهُ إِلَى وَقْتٍ طَوِيلٍ حَتَّى نُدْرِكَهُ إِدْرَاكًا كَامِلاً، لَكِنَّنَا سَنَأْخُذُ مُقْدِّمَاتٍ، وَمِن خِلَالِ هَذِهِ المُقَدِّمَاتِ سَنَدْخُلُ إِلَى هَذَا العِلْمِ، هَذِهِ المُقَدِّمَاتُ بَعْضُكُم يَمَلُّ مِنهَا ويَقُولُ: يَا شَيْخُ، بَعْضُهَا مَعْرُوفٌ عِنْدِي. نَقُولُ: نَعَم، مَعْرُوفٌ لَدَيْكَ، لَكِنْ ما لَم تَكُنْ مُلِمًّا بِهَذِهِ المَعَانِي، بَعْضُهَا مُهِمّ لِلْغَايَةِ؛ لَأَنَّه مِن المُمْكِنِ أَن تَصِلَ لِلْحَدِيثِ لَكِن لَا تَسْتَطِيعُ أَن تَكْتُبِهِ في بَحْثٍ وَلَا في وَرَقَةٍ، وَلَا أَنْ تُلْقِيَهُ عَلَى النَّاسِ القَاءً جَيِّدًا، فَبِإِذْن الله تَعَالَى سَتَرَوْنَ هَذِهِ المُقَدِّمَاتِ في نِهَايَةِ المَطَافِ؛ لِأَنَّهَا مُهِمّة جِدًّا وَلَا تَسْتَهِينُوا بِهَا إِطْلاَقًا.


(1) أخرجه البخاري في كتاب المناقب- باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم (3568)، ومسلم في كتاب الزهد- باب التثبت في الحديث (2493)، من حديث عائشة.

(2) عائشة بنت أبي بكر الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين، زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأشهر نسائه، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة بسنتين، وهي بنت سبع، وابتني بها بالمدينة وهي ابنة تسع، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أري عائشة في المنام في سرقة من حرير فقال: «إن يكن هذا من عند الله يمضه» فتزوجها بعد موت خديجة بثلاث سنين، ولم ينكح صلى الله عليه وسلم بكرًا غيرها، وتوفي عنها صلى الله عليه وسلم وهي بنت ثمان عشرة سنة وكان مكثها معه صلى الله عليه وسلم تسع سنين. قال الزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل. توفيت سنة ثمان وخمسين، ودفنت بالبقيع. انظر: الاستيعاب (2/108–110) أسد الغابة (3/383-385) الإصابة (8/16-20).
(3) أخرجه أبو داود في كتاب العلم- باب فضل نشر العلم (3660)، والترمذي في كتاب العلم- باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع (2656)، وصححه الألباني «صحيح الجامع» (6763).

(4) محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران، أبو حاتم الرازي، الإمام، الحافظ، الناقد، شيخ المحدثين. كان من بحور العلم، طوف البلاد، وبرع في المتن والإسناد، وجمع وصنف، وجرح وعدل، وصحح وعلل. مولده سنة خمس وتسعين ومائة. وهو من نظراء البخاري ومن طبقته. مات سنة سبع وسبعين ومائتين. انظر: سير أعلام النبلاء (13/248-263).

(5) عبد الرحمن بن محمد بن إدريس، أبو محمد، العلامة، ثقة حافظ. ولد سنة أربعين ومائتين، أو إحدى وأربعين. كان - رحمه الله - قد كساه الله نورًا وبهاءً يسر من نظر إليه. وكان بحرًا في العلوم ومعرفة الرجال، وصنف في الفقه، وفي اختلاف الصحابة والتابعين وعلماء الأمصار، وكان زاهدًا، يعد من الأبدال. توفي سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وله بضع وثمانون سنةً انظر: سير أعلام النبلاء (13/264-269).
(6) الجرح والتعديل (1/363-366).




لاتنسونى من الدعاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
rida




 الطرق العلمية في تخريج الأحاديث النبوية Get-6-2010-sruoeirx ذكر عدد المساهمات : 16
نقاط : 5003
تاريخ التسجيل : 31/03/2011

 الطرق العلمية في تخريج الأحاديث النبوية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الطرق العلمية في تخريج الأحاديث النبوية    الطرق العلمية في تخريج الأحاديث النبوية I_icon_minitimeالثلاثاء 26 أبريل 2011 - 14:51

السلآم عليكم
بـآرك الله فيك على الموضوع المميز عزيزي
لك منــــي و من فريق المتـــــــــــ[ أجمل تحية ]ـــــــــآبــعــة
وفقك الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الطرق العلمية في تخريج الأحاديث النبوية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الطرق العلمية في تخريج الأحاديث النبوية
» لزيادة حجم ram او run لديك بابسط الطرق
»  جميع الوصايا النبوية يشرحها لنا فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى
» جميع الوصايا النبوية يشرحها لنا فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عالم الابداع :: المنتديات الإسلامية :: الحديث والسيرة النبوية-
انتقل الى: